ـ
الطريقة الرحمانية
نموذجا ـ
ـ
يذكر حمدان
خوجة في كتابه
المرآة أن شيوخ
الطرق الصوفية
هم الذين أمروا
جميع المواطنين
الجزائريين
بالتعبئة العامة
والدفاع عن
مدينة الجزائر
العاصمة بعد
تخلي الأتراك
عن هذه المهمة.
ـ
كشف الضابط
دي نوفو في كتابه
الإخوان الصادر
سنة 1845
عن
الدور الرئيس
الذي أدته الطرق
الصوفية في
مقاومة الاحتلال،
وتحدث النقيب
ريتشارد عن
ثورة الظهرة
التي قامت سنة
1845
مبرزا
الدور المهم
الذي قامت به
الطرق الصوفية
في هذه الثورة.
ـ
ومن تقرير
للمفتشية العامة
حرر بالجزائر
سنة 1864
يعترف
بالدور الخطير
الذي تقوم به
الطريقة الدرقاوية:
" الدرقاوية
كانوا معادين
لنا كل العداء
لأن غايتهم
كانت سياسية
بوجه خاص، أرادوا
ان يشيدوا من
جديد صرح امبراطورية
إسلامية ويطردوننا،
إن هذه الطريقة
منتشرة جدا
في الجنوب ومن
الصعب جدا
مراقبتهم،
لقد كانت ندوات
الإخوان سرية
وكانت أغلبية
رؤسائهم معروفة".
ـ
"
إن
مشائخ الزوايا
يختارون في
تدريسهم للقراءة
نصوصا من القرآن
معادية لنا،
مما يحطم فيهم
وبسرعة الشعور
الذي سعينا
لتطويره فيهم
من طرف مؤسساتنا
وتعتبر التأثيرات
الدينية من
ألد أعدائنا
والتي يجب أن
نخشاها ونخطط
لها سياستنا،
ولقد كانت القبائل
الأشد عداء
لنا هي التي
تلك التي ينتشر
فيها التعليم
الإسلامي".
من
تقرير الملازم
"
بوسري"
بعد
ثورة 1846.
ـ
وجاء في تقرير
القائد الأعلى
"
دي
توربيل"
بتاريخ
4
أوت
1859،
بعد الاضطرابات
التي رافقت
المعارك التي
خاضوها ضد
الجزائريين
ما يلي:
" إن
مبعوثين وفدوا
من مختلف أنحاء
الشرق وينتمون
إلى مجموعة
سيدي عبد الرحمن
بوقبرين الدينية
الرحمانية،
التي يسكن مقدمها
الأكبر سي المختار
بواحة أولاد
جلال (بسكرة)
ليسوا
غرباء عما يجري،
وقد كانت أشغال
لجان التجمعات
التي شرع فيها
من نواح عدة
في نفس الوقت
موضوعا لخطبهم
ومواعظهم".
ـ
لقد كانت السرية
التامة التي
تحيط بالزوايا،
وما يجري داخلها،
من نشاط شيوخها
والتي لم يستطع
الاستعمار
بما لديه من
إمكانيات ووسائل
الإطلاع عليها،
يقول ماك ماهون
سنة 1851:
" يجب
على الإنسان
أن يقضي حياته
كلها في الزاوية
حتى يعرف ما
يجري فيها وما
يقال فيها".
ـ
ويقول المؤرخ
الفرنسي مارسيل
إيميري:
" إن
معظم الثورات
التي وقعت خلال
القرن التاسع
عشر في الجزائر
كانت قد أعدت
ونظمت ونفذت
بوحي من الطرق
الصوفية، فالأمير
عبد القادر
كان رئيسا لواحدة
منها وهي الجمعية
القادرية،
ومن بين الجمعيات
المشهورة التي
أدت دورا أساسيا
في هذه الثورات:
الرحمانية
السنوسية
الدرقاوية
الطيبية".
ـ
ويؤكد السيد
أوكتاف ديبون
المفتش العام
للبلديات الممتزجة
بالجزائر ـ
ومن مؤلفي كتاب
الطرق الدينية
في الجزائر
1897
ـ
في تقرير بعث
به إلى لجنة
مجلس الشيوخ
المكلفة بالجيش
والتي كان يرأسها
"كليمانصو":
" إننا
سلفا نجد يدا
مرابطية وراء
كل هذه الثورات
التي يقوم بها
الأهالي ضدنا".
ـ
الشيخ محي الدين
حمل راية الجهاد
ويحملها بعده
ابنه الأمير
عبد القادر،
وكان من أبرز
المجاهدين
في جيش الأمير
عبد القادر
سيدي محمد بن
علال بن الولي
الصالح سيدي
مبارك دفين
القليعة وشيخ
زاويتها، الذي
تولى قيادة
الجيوش وخاض
كبريات المعارك
في نواحي وهران
إلى أن سقط شهيدا
في معركة وقطعت
رأسه ووضعت
في حراب من جلد
وأرسلت إلى
مريديه وأتباعه،
ـ
في شهر يناير
من عام 1845
شهدت
منطقة الظهرة
معركة هامة
أطلق عليها
الفرنسيون "
انتفاضة
الطرق الصوفية"،
وذلك لمشاركة
العديد من الطرق
فيها كـ:
الرحمانية،
القادرية،
الطيببية،
وانتقم المحتل
من عرش أولاد
رياح الساكن
جنوب مدينة
تنس والذي كان
له شرف المشاركة
في هذه الثورة.
ـ
ثورة الشريف
محمد بن عبد
الله المعروف
بـ "
بو
معزة"
في
منطقتي الشلف
والونشريس
(1846
ـ
1847):
من
أتباع الطريقة
الطيبيبة،
استنفر القبائل
والأعراش بمنطقة
الظهرة والشلف
والونشريس،
واتسعت لتشمل
التيطري والحضنة
وجبال ديرة
وسور الغزلان،
ثم امتدت إلى
نواحي أولاد
جلال، حيث وجدت
الزاوية المختارية
وشيخها الجليل
الشيخ المختار
بن عبد الرحمن
مقدم الطريقة
الرحمانية
كامل الدعم
والمساعدة.
ـ
ثورة البطل
الشيخ بوعمامة،
انتشرت ثورته
عبر مناطق عين
الصفراء وتيارت
وفرندة وسعيدة
وعين صالح وتوات،
وكرزاز,
توفي
سنة 1908
بعد
ثلاثة عقود
من الكفاح.
وكانت
ثورته امتداد
لثورة سبقتها
بقيادة أولاد
سيدي الشيخ
جنوب وهران،
استمرت من سنة
1864
إلى
1880،
وامتدت إلى
جبل عمور التيطري
متليلي,
ورقلة,
أدرار،
سعيدة، غليزان،
سور الغزلان....
ـ
ثورة بن ناصر
بن شهرة من
الطريقة القادرية،
بدأ يعد للثورة
سنة 1846
اعتقل
سنة 1851
ووضع
تحت الإقامة
الجبرية رفقة
عدد كبير من
أتباعه من رجال
الأرباع في
محتشد قريبا
من "
بوغار".
قال
عنه الضابط
الفرنسي "
لويس
رين":
" كان
ابن ناصر بن
شهرة الملاح
الحقيقي للصحراء".
كما
وجد المساعدة
في الزاوية
الرحمانية
بنفطة لشيخها
مصطفى بن عزوز
التي كانت قبلة
الثوار والمجاهدين،
واستمر بن شهرة
في كفاحه ضد
الاستعمار
إلى سنة 1875
حين
أرغمه باي تونس
على مغادرة
بلاده، فيختار
التوجه بحرا
إلى بيروت ثم
دمشق التي توفي
بها سنة 1882.
الطريقة
الرحمانية:
موضوع
الطرق الصوفية
من الموضوعات
التي تشغل بال
الكثير من الناس،
والعديد من
الباحثين
والأساتذة
والدارسين
داخل الجزائر
وخارجها، والحق
أن للطرق الصوفية
أهمية بالغة
في الإسلام،
وذلك أنها تمثل
الجانب العملي
من التصوف،
وهو جانب ارتبط
بحياة المجتمعات
الإسلامية
وجماهير الناس،
ويسجل التاريخ
لكثير من الطرق
الصوفية مواقف
لا تنقصها الشجاعة
إزاء مواجهة
العدو أو الظالم،
ورد الظلم والدفاع
عن مصالح الطبقات
الفقيرة المستضعفة،
وذلك في عزة
مدهشة قل أن
توجد في هذا
العصر، ولا
يخفى علينا
دور الطريقة
القادرية في
مقاومة الاستعمار
الفرنسي بالجزائر،
ودور السنوسية
في ليبيا غير
خاف على أحد،
ونجد الدور
نفسه قامت به
الطريقة الشاذلية
في مصر تجاه
المحتل، وحفاظا
على مصالح العباد،
في عصر الشاذلي
نفسه,
والطريقة
الرحمانية
من ضمن هذه الطرق
الصوفية التي
أدت دورا هاما
في المجتمع
الجزائري والمجتمع
التونسي.
وهي
تمثل أحد المعالم
الرئيسية البارزة
وظاهرة دينية
روحية اجتماعية
وسياسية هامة
في تاريخ الجزائر
المعاصرة،
فمن أي زاوية
تناولها وجدنا
الكثير من الفوائد
والفرائد التي
تساعدنا على
فهم الكثير
من الحقائق
في الناحية
الدينية، الناحية
السياسية،
الناحية الاجتماعية.
والطريقة
الرحمانية
هي طريقة دينية
صوفية، نشأت
في الجزائر
في أواخر القرن
الثاني عشر
الهجري =
الثامن
عشر الميلادي،
على يد مؤسسها
الشيخ محمد
بن عبد الرحمن
الأزهري (
ومنه
أخذت اسمها
)،
ففي سنة 1183
هـ
أسس الشيخ زاويته
بقرية آيت إسماعيل
ومنها انطلقت
الطريقة الرحمانية
التي كانت تسمى
في البداية
الطريقة الخلوتية.
وهي
طريقة تدعو
إلى الصفاء
والعودة إلى
المنابع الأولى
للإسلام ـ كما
نجد ذلك في
مصادرها ومراجعها
الأساسية ـ،
وهذا لا يمكن
الوصول إليه
إلا عن طريق
تطهير النفس
وتخليصها من
الشوائب والرعونات
التي تمنعها
من الوصول إلى
جناب الحق،
ويجب عليها
قطع سبع مراحل
أو أنفس بواسطة
سبعة أسماء،
شرح هذه الطريقة
وفصلها في رسائله
الكثيرة والمتعددة
التي كان يرسلها
إلى أتباعه
ومريديه، والذين
كان يطلب منهم
ألا يبقوها
بأيديهم بل
يبعثوا بها
إلى غيرهم لكي
يستفيدوا منها،
ثم تعود إليه
في آخر المطاف،
وهي طريقة عرفت
نجاحا كبيرا،
وطبقها أتباعه
بالحرف، مما
أدى إلى سرعة
انتشار الطريقة
الرحمانية
في القطر الجزائري،
وقد عرفت هذا
الانتشار الواسع
في حياة مؤسسها
نفسه.
والشكل
العام في التنظيم
في الطريقة
الرحمانية
متشابه مع بقية
الطرق الأخرى،
فهناك الشيخ
أو المعلم الذي
يكن له المريدون
كل الطاعة،
وهناك المقدم
وهو الذي ينوب
عن الشيخ في
بعض المهام
والوظائف،
وهناك المريد
وهو محور العلملية
التربوية في
الطريقة.
وتهدف
الطريقة الرحمانية
ـ على ما يذكره
أتباعها ـ إلى
الجمع بين
المنهجين
المعروفين
في الفكر الإسلامي:
1
ـ
منهج العلماء
الذين يرون
ضرورة التمسك
بأحكام الشريعة
الإسلامية.
2
ـ
منهج الصوفية
الذين يرون
ضرورة التمسك
بالتجربة الدينية.
أما
مؤسس الطريقة
الرحمانية
فهو الشيخ المؤسس
سيدي محمد بن
عبد الرحمن
الأزهري:
فهو
محمد بن عبد
الرحمن...بن
فاطمة بنت رسول
الله r
,
ولد
حوالي سنة 1133
هـ=
1715م,
بقرية
بوعلاوة، التي
تقع ببلاد جرجرة
، وإلى هذه الأرض
ينسب، كما لقب
بالأزهري نسبة
إلى الأزهر
الشريف الذي
جاوره مدة طويلة.
نشأ
ببلاد زواوة،
تتلمذ في بداية
أمره على يد
الشيخ الصديق
بن آعراب، ثم
ذهب إلى الحج
في حوالي التاسعة
عشر من عمره
أي حوالي سنة
1152
هـ=
1734م،
وفي طريق عودته
أعجب بالأوضاع
العلمية بمصر
فاستقر هناك
مجاورا للأزهر
الشريف، وتلقى
العلوم على
أيدي علماء
أجلاء منهم:
أحمد
بن محمد بن أبي
حامد العدوي
المعروف بـ"
الدردير"
(ت1201
هـ),
علي
بن أحمد الصعيدي
ت
1189
هـ)،
الشيخ علي
العمروسي
المتوفي
سنة 1173
هـ،
وعلى يد
"المنور
التلمساني
"(ت
1173
هـ
).
وبعد
تحصيل العلوم
الفقهية من
هؤلاء الأعلام،
اتجه إلى الشيخ
محمد بن سالم
الحفناوي الخلوتي،
وسلك على يديه،
الذي كلفه بنشر
الطريقة والدعوة
في بلاد السودان
والهند، فأقام
ست سنوات في
دار فور
يقرئ
السلطان ويدعو
إلى سبيل ربه
بالحكمة والموعظة
الحسنة، حتى
صار له أتباع
كثيرون، وحصل
له الإقتداء
في هذه المنطقة،
ثم أمره شيخه
بالعودة إلى
القاهرة وألبسه
الخرقة وكلفه
بالتوجه إلى
الجزائر لنشر
الطريقة هناك,
وكان
ذلك سنة 1183
هـ=
1764م.
استقر
الشيخ بن عبد
الرحمن فترة
بمسقط رأسه،
ثم انتقل إلى
قرية "الحامـة"
قرب
مدينة الجزائر,
واستقر
هناك وتصدى
للتعليم ولنشر
الطريقة الخلوتية،
والتف حوله
عدد كبير من
الطلاب، فعلا
صيته وذاعت
شهرته، وبنى
زاويته التي
اتخذها مركزا
لنشر الطريقة
وملتقى للإخوان
والمريدين.
ولم
تمض فترة طويلة
على استقراره
بـ"الحامـة"
حتى
بدأت المشاكل
والمتاعب تترى
من طرف علماء
الظاهر، فبدأوا
بشن الحملات
عليه وإثارة
الـداي محمد
عثمان عليه،
مما جعله ينصب
له مجلسا للحكم
في أمره وللنظر
في الاتهامات
الموجهة إليه،
وظهرت حججه
على آرائهم
الباطلة وبرئ
من تهمة الزندقة
التي وجهت إليه.
وبالرغم
من موقف الداي
إلا أن الشيخ
رأى وجوب مغادرة
الجزائر والعودة
إلى مسقط رأسه
آيت إسماعيل
بجرجرة وأسس
هناك زاوية
جديدة وتفرغ
للتعليم والطريقة.
توفي
سنة 1208
هـ
=
1793م.
ودفن
بزاويته.
ترك
الشيخ بن عبد
الرحمن الأزهري
مجموعة كبيرة
من التلامذة
كانوا بدورهم
من شيوخ الطريقة
ونشروها في
مختلف البقاع،
ومـن أشهـر
تلامـذته:
علي
بن عيسى المغربي،
عبد الرحمن
باش تارزي،
محمد بن عزوز
البرجي، محمد
العمـَّالي
والد حميدة
العمالي...
أما
عن مؤلفاتـه،
فيذكر الشيخ
الحفناوي في
تعريف الخلف
برجال السلف:
" أن
للأزهـري رسائل
كثيرة في تعليم
الخلق وإرشادهم
إلى طريق الخير،
اعتنى بجمعها
أكابر رجـال
طريقته، ولو
طبعت لكانت
مجلدا كبير
الحجم كثير
العلم
ومن
أشهر مؤلفاته:
رسالة
فتح الباب،
رسالة طي الأنفاس،
دفتر الدفاتر،
شرح على الريفاوي
وهو
شرح لقصيدة
(
قوته
قولي)
لصاحبها
عبد الله الريفاوي،
شرح لامية الزقاق
وهي
في الأقضية،
قال عنه أنه
ألفه بإذن شيخه
الحفناوي،
زلزلة النفوس
وكان لا يفارقه
لعزته عليه,
وغيرها
من المؤلفات
والرسائل.
توفي
الشيخ بن عبد
الرحمن وكان
قد أوصى بالخلافة
بعده إلى تلميذه
الشيخ علي بن
عيسى المغربي،
وترك له جميع
كتبه وأوقافه
وأشهد على ذلك
أهل آيت إسماعيل،
وظل الشيخ علي
بن عيسى يدير
شؤون الزاوية
إلى وفاته 1836م=
1251 هـ.
تولى
بعده سي بلقاسم
بن محمد الحفيد
من المعاتقة-
وفي
عهده بدأ ظهور
النزعة الاستقلالية
لدى بعض الزوايا
الرحمانية
والانفصال
عن الزاوية
الأم بآيت
إسماعيل، ولم
يدم عهده إلا
سنة.
تولى
بعده سي الحاج
البشير وهو
أيضا من المغرب
(
1836- 1841).
تولى
بعده محمد بن
بلقاسم نايت
عنان لمدة سنة
واحدة أيضا
(
43-1844) ولم
يكن يتمتع بسمعة
طيبة ولا قدرة
على القيادة
وفي عهده تم
الانفصال بين
الزاوية الأم
وزوايا الجنوب
الرحمانية.
تولى
بعده الحاج
عمار سنة 1844,
وأدى
دورا هاما في
مقاومة زواوة
1857،
وقد هدمت الزاوية
في عهده على
يد الجنرال
"ديفو"
واضطر
الحاج عمار
إلى الهجرة
إلى الحجاز.
وكانت
الرحمانية
في هذه الفترة
هي زعيمة الطرق
في زواوة.
وهذا
التضييق والهدم
أدى إلى انتشار
سريع للطريقة،
عكس ما كانت
تتوقعه السلطات
الاستعمارية،
وافتتحت زوايا
أخرى كزاوية
الكاف مثلا
وزاوية نفطة.
وبعد
الحاج عمار
تولى الشيخ
محمد الجعدي
والذي لم تطل
مدة ولايته،
إذ انتخب الأعيان
والسادة والشيوخ
الشيخ محمد
امزيان الحداد
شيخا للطريقة
مع الاستقرار
بصدوق، وفي
عهده اشتهرت
زاوية صدوق
بالعلم، وعادت
للطريقة حركيتها
ومكانتها السابقة،
ورغم سمعته
الطيبة ومكانته
السامية لم
يستطع الشيخ
الحداد توحيد
فروع الطريقة
الرحمانية،
حتى في زواوة
نفسها، فكانت
قسنطينة /
الخنقة/
طولقة/
الهامل
/أولاد
جلال /
نفطة.
وفي
عهده أيضا قامت
ثورة 1871
ـ
التي كان من
نتائجها سجن
الشيخ الحداد
وإغلاق الزاوية
وتهديدها.
وأوصى
الشيخ الحداد
قبل وفاته
بالخلافة للشيخ
الحاج الحملاوي
شيخ الزاوية
الحملاوية
بتلاغمة بنواحي
قسنطينة.
وتعتبر
الطريقة الرحمانية
أوسع الطرق
انتشارا في
الجزائر في
ق19م،
فإذا رجعنا
إلى الإحصائيات
فإننا نجد أن
عدد أتباعها
قد بلغ سنة 1851م
حوالي 225299
مريد
من بين 718691
إخوان
ينتمون إلى
الطريق الصوفي،
وهذا في مقاطعة
الجزائر فقط،
وهو ما يعادل
نسبة 32
بالمائة.
بينما
نجد عند آجيرون
في نفس السنة
1851
عدد
المريدين لكن
على مستوى القطر
حوالي 533026
منهم
300
ألف
يتبعون الطريقة
الرحمانية
أي أكثر من 55%..
وفي
إحصاء كوبولاني
وديبون الذي
قاما به في سنة
1897
نجد
أن عدد الزوايا
بالجزائر بلغ
349
زاوية،
منها 177
زاوية
خاصة تابعة
للطريقة الرحمانية
وحدها أي ما
يفوق نسبة 50
بالمائة.
من
زواياها الشهيرة
بالمنطقة
الجنوبية:
1
ـ
زاوية طولقة
والتي أسسها
علي بن عمر :
وتعتبر
من أهم فروع
الرحمانية
بالمنطقة
الجنوبية,
أخذ
عن محمد بن عزوز
، سيرها بعده
علي بن عثمان
خليفته بنوع
من الحكمة وهو
ابن المؤسس،
امتد تأثيرها
إلى خنشلة,
بسكرة,
أم
البواقي,
تقرت,
الوادي.
بلغ
عدد أتباعها
سنة(1871)
حوالي
17
ألف
مريد .
وعدد
زواياها 17
زاوية.
لقب
الشيخ علي بن
عمر أيضا بالقطب
وشيخ الشيوخ
، لأنه أخذ مباشرة
عن مؤسس الطريقة
ونصحه قبل وفاته
بملازمة الشيخ
محمد بنعزوز.
2-
زاوية
نفطة :
أسسها
الشيخ مصطفى
بن محمد بنعزوز,
بعد
احتلال بسكرة
وخروجه إلى
تونس، وسرعان
ما أصبحت من
أهم الزوايا
الرحمانية.
عرفت
بالجنوب التونسي
باسم "العزوزية",
أصبح
لها فروع بدورها
في طرابلس,
بنغازي,
المدينة
المنورة .
3-
خنقة
سيدي ناجي:
أسسها
أو أعاد تأسيسها
الشيخ عبد الحفيظ
الخنقي,
عملت
على نشر التعليم
والأذكار الصوفية
الرحمانية.
وبعث
الروح في زاوية
أجداده الخنقة
وأصبحت رحمانية
الطريقة,
شاركت
في ثورة الزعاطشة,
حيث
استشهد الشيخ
عبد الحفيظ,
ثم
تفرق أبناء
الشيخ عبد الحفيظ
:
أحدهما
الحفناوي ذهب
إلى تونس واستقر
هناك الثاني
محمد الأزهري
أسس زاوية
بالخيران قرب
خنشلة، واستقر
بها إلى وفاته
1896.
وترك
تسيير شؤون
الخنقة لولديه
– شاركت الزاوية
في ثورة الزعاطشة.
4-
زاوية
أولاد جلال:
أسس
الشيخ المختار
تلميذ الشيخ
محمد بن عزوز
زاويته بأولاد
جلال، التي
سرعان ما انتشر
تأثيرها إلى
المناطق المجاورة
خصوصا قبائل
أولاد نائل.
شاركت
في
وقد
توفي في أكتوبر
1862،
أسس زاويته
1843
بعد
هجرة شيخه إلى
نفطة.
5-
زاوية
سيدي سالم بسوف:
أسسها
الشيخ سالم
بم محمد الأعرج
تلميذ علي بن
عمر ، وكان على
صلة أيضا بزاوية
بن عزوز بنفطة
لقرب المسافة،
والشيخ سالم
هو ابن محمد
بن محمد...بن
المحبوب دفين
القيروان.
بعد
وفاته تولى
ابنه محمد الصالح
شؤون الزاوية
واشتهر بالصلاح
والتقى (
ت
1865).
وصفها
هنري دوفيرييه
في سنة 1860
بأنها
ذات منارة طويلة
تشرف على سوف
كلها وأنها
تقع قرب ساحة
السوق,
وأنها
تتبع زاوية
طولقة.
ثـورات
الطريقـة
الرحمانيـة:
كان
للانتفاضات
والثورات الشعبية
التي قامت بها
الطريقة الرحمانية
خلال القرن
التاسع عشر
أسس دينية،
وهي
الجهاد
ضد النصارى
المعادين للإسلام،
وبناء على ذلك
أدت الزوايا
الرحمانية
دورا كبيرا
ورائعا في معظم
تلك الانتفاضات
وأثّرت بشكل
جلي على مسارها
واستمرارها،
فثورة المقراني
مثلا كان لزعيمها
الروحي الشيخ
الحداد الدور
الرائد في قيام
هذه الثورة
التي
خرج طلاب الزوايا
من سيدي موسى
اويدير وآث
وغليس وغيرها
من الزوايا
التابعة للطريقة
الرحمانية
استجابة لدعوة
الجهاد، وبفضل
هؤلاء المجاهدين
استمرت الثورة....
1
ـ
ثورة الحاج
عمر:
وتعتبر
زاوية امحمد
بن عبد
الرحمان
في ذراع الميزان
هي الأخرى كغيرها
من الزوايا،
أدت دورا كبيرا
في المقاومة,
إذ
تزعم قيّمها
الحاج عمر عام
1851
حركة
ثورية ضد القوات
الفرنسية،
وكان
قد
عُيَّن في عام
1854
مقدما
للرحمانيين،
وهو زوج الشيخة
فاطمة إحدى
بنات الشيخ
علي بن
عيسى
الخليفة الأول
لمؤسس الزاوية،
وكان شديد الحيوية
والنشاط، ومال
إلى تأييد
الثوار
أثناء ثورة
الشريف بوبغلة
واعتصم بالمناطق
الجبلية الحصينة
قرب الزاوية
حتى أرغمته
القوات الفرنسية
على الاستسلام
يوم 14
نوفمبر
1851
في
بني كوفي بآيت
إسماعيل.
وقد
احتفظ برئاسة
الزاوية والإخوان
حتى عام 1856،
حيث تزعم من
جديد
الثورة بنفسه،
ربط صلاته بالشيخ
واعراب في اث
ايراثن ولالا
فاطمة والشيخ
محمد بن
عبد الرحمان
شيخ بني منقور
وقادوا جميعا
في جبال جرجرة
جماهير الرحمانيين
ضد الجيش
الفرنسي الذي
كان يقوم بعمليات
استكشافية
في جبال جرجرة
تمهيدا لغزوها،
وزحف الحاج
عمر بنفسه يوم
الثاني من سبتمبر
1856
على
رأس إخوانه
إلى ذراع الميزان،
وتواصلت
المعارك حول
هذه المدينة
إلى غاية، يوم
22
من
نفس الشهر وقام
الجنرال يوسف
بالزحف
على زاوية آيت
إسماعيل وعسكر
حولها، وقد
اختارته فرنسا
لمثل هذه المهمة
لشدة حقده
على الإخوان
خاصة وعلى
الجزائريين
بصفة عامة.
2
ـ
ثورة لالا فاطمة
نسومر:
ولدت
لالا فاطمة
بقرية ورجة
سنة
1246هـ/1830م
وتربت نشأة
دينية.
ولما
واتتها الظروف
انضمت إلى
المقاومة حيث
شاركت بجانب
بوبغلة
في
المقاومة والدفاع
عن منطقة جرجرة
وفي صد هجومات
الاستعمار
على أربعاء
ناث إيراثن
فقطعت عليه
طريق المواصلات
و لهذا انضم
إليها عدد من
قادة الأعراش
وشيوخ الزوايا
و القرى، و لعل
أشهر معركة
قادتها فاطمة
نسومر هي تلك
التي خاضتها
إلى جانب
الشريف
بوبغلة (محمد
بن عبد الله)
في
مواجهة الجيوش
الفرنسية الزاحفة
بقيادة
الجنرالين
روندون و ماك
ماهون فكانت
المواجهة الأولى
بربوة تمزقيدة
حيث أبديا
استماتة
منقطعة النظير،
إلا أن عدم تكافؤ
القوات عدة
وعددا اضطر
الشريف بوبغلة
بنصيحة
من فاطمة نسومر
على الانسحاب
نحو بني يني
، وهناك دعيا
إلى الجهاد
المقدس
فاستجاب
لهما شيوخ الزوايا
ووكلاء مقامات
أولياء الله
فجندوا الطلبة
والمريدين
وأتباعهم واتجهوا
نحو ناحية واضية
لمواجهة زحف
العدو على قراها
بقيادة الجنرالين
روندون ويوسف
التركي ومعهما
الباشا آغة
الخائن الجودي،
فاحتدمت المعركة
وتلقت قوات
العدو هزيمة
نكراء، و تمكنت
لالا فاطمة
نسومر من قتل
الخائن الجودي
بيدها كما
استطاعت
أن تنقذ من موت
محقق زميلها
في السلاح الشريف
بوبغلة حينما
سقط جريحا في
المعركة..
بالرغم
من الهزيمة
النكراء التي
منيت بها قوات
روندون يتشكرت
، إلا
أن ذلك لم يثنه
من مواصلة التغلغل
بجبال جرجرة،
فاحتل عزازقة
في سنة 1854
فوزع
الأراضي
الخصبة على
المعمّرين
الوافدين معه،
و أنشأ معسكرات
في كل
المناطق التي
تمكّن
منها، وواصل
هجومه على كل
المنطقة .
بالرغم
من التغلغل
والزحف لم يثبّط
عزيمة
لالة
فاطمة نسومر
من مواصلة
هجوماتها الخاطفة
على القوات
الغازية فحققت
انتصارات
أخرى
ضد العدو بنواحي
يللتن و الأربعاء
و تخلجت وعين
تاوريغ وتوريرت
موسى، مما
أدى
بالقوات الفرنسية
إلى الاستنجاد
بقوات جديدة
وعتاد حديث،
إضطرت على إثرها
فاطمة
نسومر إلى إعطاء
الأوامر بالإنسحاب
لقواتها إلى
قرية تاخليجت
ناث عيسو، لا
سيما
بعد إتبّاع
قوات الاحتلال
أسلوب التدمير
والإبادة
الجماعية،
بقتل كل أفراد
العائلات
دون تمييز ولا
رحمة.
ولم
يكن انسحاب
فاطمة نسومر
انهزاما أو
تقهقرا
أمام
العدو أو تحصنا
فقط بل لتكوين
فرق سريعة من
المجاهدين
لضرب مؤخرات
العدو الفرنسي
وقطع طرق المواصلات
و الإمدادات
عليه.
الشيء
الذي أقلق جنرالات
الجيش
الفرنسي و على
رأسهم روندون
المعزز بدعم
قوات الجنرال
ماكمهون القادمة
من قسنطينة
.
خشي
هذا الجنرال
من تحطم معنويات
جيوشه أمام
هجمات فاطمة
نسومر، فجند
جيشا قوامه
45
ألف
رجل بقيادته
شخصيا، اتجه
به صوب قرية
آيت تسورغ حيث
تتمركز قواة
فاطمة
نسومر المتكونة
من جيش من المتطوعين
قوامه 7000رجل
و عدد من النساء
وعندما
احتدمت
الحرب بين الطرفين
خرجت فاطمة
في مقدمة الجميع
تلبس لباسا
حرير يا أحمر
كان له
الأثر البالغ
في رعب عناصر
جيش الاحتلال.
على
الرغم من المقاومة
البطولية
للمجاهدين
بقيادة فاطمة
نسومر فإن
الانهزام كان
حتميا نظرا
للفارق الكبير
في
العدد و العدة
بين قوات الطرفين،
الأمر الذي
دفع فاطمة نسومر
إلى طرح مسألة
المفاوضات
و إيقاف الحرب
بشروط قبلها
الطرفان.
إلا
أن السلطات
الاستعمارية
كعادتها نقضت
العهود ،إذ
غدرت بأعضاء
الوفد المفاوض
بمجرد خروجهم
من المعسكر
حيث
تمّ
اعتقالهم جميعا
، ثم أمر الجنرال
روندون بمحاصرة
ملجأ لالا فاطمة
نسومر وتم
أسرها
مع عدد من النساء
....
وخوفا
من تجدد الثورة
بجبال جرجرة
أبعدت لالا
فاطمة
نسومر مع 30
شخصا
من رجال ونساء
إلى زاوية بني
سليمان بتابلاط
وبقيت هناك
لمدة
سبع سنوات إلى
أن وافتها المنية
عن عمر يناهز
33
سنة
، على إثر مرض
عضال تسبب
في
شللها.
3
ـ
ثورة الشيخ
بن جار الله:
من
ثورات الأوراس
ضد الاحتلال
الفرنسي تلك
التي دعا إليها
وقادها المجاهد
البطل محمد
امزيان من قرية
جار الله نواحي
تكوت، وهو من
إخوان زاوية
الشيخ المصمودي،
وكان إماما
ومدرسا بجامع
سيدي عيسى
بوقبرين,
وكان
وثيق الصلة
بالزاوية
الرحمانية
بتبرماسين.
اندلعت
الثورة يوم
30
ماي
1879م
في قرية الحمام
جنوب إيشمول،
وامتدت حتى
شملت جنوب شاشار،
والتف حولها
أعراش أولاد
داود، بني
بوسليمان واحمر
خدو، وجماعة
من بني وجانة،
ومن الزوايا
زاوية بوزينة
بقيادة الهاشمي
بن دردور، لكن
العدو باغت
المجاهدين
بقوات لا قبل
بها، وقد سقط
من الشهداء
يومئذ 120
شهيدا.
أما
القائد بن جار
الله فقد تسلل
إلى تونس، حيث
أقام بزاوية
الشيخ إبراهيم
ولد الشريف
وهي زاوية رحمانية
بقابس، ولكن
عيون فرنسا
كانت تلاحقه
فألقي عليه
القبض رفقة
أخيه ونخبة
من المجاهدين،
ونقلوا إلى
قسنطينة حيث
حوكموا، وصدرت
الأحكام في
26
جوان
1879م،
وكانت كالتالي:
14
حكما
بالإعدام،
26
حكم
بالأشغال الشاقة،
16
حكم
بالبراءة،
وبعد صدور عفو
من رئيس جمهورية
فرنسا في 09
نوفمبر
1880
خففت
أحكام الإعدام
إلى الأشغال
الشاقة والنفي،
وهكذا نفي
المجاهدون
إلى كورسيكا
وكايان ومن
هذا الأخير
فر القائد بن
جار الله إلى
مكة أين توفي
بها سنة 1889.
4
ـ
ثورة الهاشمي
بن علي دردور(1230/
1317 هـ
=1815/
1899م).
من
زعماء الجهاد
في الجزائر،
وكبار رجال
الطريقة الرحمانية،
وإليه تنسب
الطريقة الدردورية
إحدى فروع الطريقة
الرحمانية.
ولد
سنة 1230
هـ
=
1815م
بمدرونة بمنطقة
وادي عبدي في
قلب الأوراس
بالشرق الجزائري،
حفظ القرآن
بمسقط رأسه،
ولم يتجاوز
الثانية عشر
من عمره,
ثم
التحق بزاوية
الشيخ محمد
بن عزوز البرجي,
ومنها
انتقل إلى زاوية
الشيخ عبد الحفيظ
الخنقي بخنقة
سيدي ناجي,
ثم
زاوية بوحجر
نواحي قالمة
ليعود بعد ذلك
إلى مسقط رأسه.
سافر
إلى مصر لمواصلة
تعليمه,
وبالضبط
جامع الأزهر,
وبعد
تخرجه تولى
التدريس بالإسكندرية
إلى غاية سنة
1870,
حيث
عاد إلى أرض
الوطن,
وأسس
زاوية ببلده
سنة 1289
هـ=
1876م،
أصبحت تشكل
خطرا على الاحتلال
الفرنسي، شارك
في انتفاضة
الأوراس سنة
1879م
بإخوانه ومريديه،
مما أدى بالسلطات
الاستعمارية
إلى نفيه إلى
جزيرة كورسيكا
سنة 1293
هـ=
1880م،
وفي سنة 1303
هـ=
1890م
وبعد أن قضى
في المنفى أكثر
من عشر سنوات،
أطلق سراح الشيخ
الهاشمي وعاد
إلى أرض الوطن,
استأنف
نشاطه بالزاوية,
وتعود
السلطات الفرنسية
إلى اعتقاله
ثانية سنة 1895
ونقلته
إلى باتنة غير
أن سكان الأوراس
قاموا بمظاهرات
لإطلاق سراحه
وكان في طليعة
المحتجين جماعة
من الأعيان
من بينهم الشيخ
المبارك بن
محمد بن بلقاسم
من زاوية ثنية
العابد وتحت
ضغط الجماهير
تم الإفراج
عن الشيخ الهاشمي.
واصل
الشيخ مهمته
التعليمية
والجهادية
إلى أن وافاه
الأجل سنة 1317
هـ=
1899م.
عن
عمر يناهز الخامسة
والثمانين.
وصفه
كل من ديبون
وكوبولاني
بأنه من ألد
أعداء فرنسا
ويحمل لها حقدا
شديدا
|