Ben Azzouz
 
 
اللهم صل على سيدنا محمد الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم
طباعة  أخبر صديقك
[ربنا]   [ديننا]   [نبينا]   [الإمام مالك بن أنس]   [التصوف]   [الطريقة العزوزية]   [أبرياء من الشعوذة]

  [مع مذاهب الإخوة]   [ندائنا لأهل الكتاب]   [لفتة إلى الساسة]    [الرد على الخراشي]
  [الرد على فيصل من تونس ] [تعليق محمد الكامل بن عزوز ]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

هدفنا أن نكون بمحبة الله جل جلا له كما أراد بنا هو سبحانه و تعالى في الحديث القدسي الشريف التالي:

قال الله تعالى

من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته.



أصل التصوف



بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من اتبعهم باحسان إلى يوم الدين
فإن أصل التصوف يقول عنه ابن خلدون ( إن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة و كبارها من الصحابة و التابعين و من بعدهم طريقة الحق و الهداية و أصلها العكوف على العبادة و الانقطاع الى الله تعالى و الاعراض عن زخارف الدنيا)
و في التصوف قال العلماء العاملون و هم ممن اتصف بهذه الصفات
الامام مالك : من تصوف و لم يتفقه فقد تزندق و من تفقه و لم يثصوف فقد تفسق و من جمع بينهما فقد تحقق )
الشافعي( هؤلاء عندهم رأس الأمر كله و هو تقوى الله و محبته )
أحمد ( إنهم زادوا علينا بكثرة العلم و المراقبة و الخشية و الزهد و علو الهمة )
و لما كان المتصوفة من أوائل من فقهوا آيات الله و طبقوها فكثيراً ما نجد في أقوالهم و مصنفاتهم الدعوة الى المحبة و التسامح و الرحمة والشفقة على الناس جمبعاً
قال الهروي الحنبلي في منازل السائرين ( التصوف هو الخلق و المحبة سمة الطائفة و عنوان الطريقة)
و ذكر الجيلاني في بيان خصال الصوفي ( أن يجتنب الدعاء أو اللعن على أحد من الخلق و إن ظلمه لأنها من أخلاق الأبرار و الصديقين و أن يتصف بالمحبة و الشفقة و المودة للخلق أجمعين )
على أن تركيز الصوفية على جهاد النفس و رد غوائلها و البعد عن مواطن الفتن و الرحمة بالعباد أدى إلى الافتراء عليهم و نعتهم بالسلبية و الضعف والخنوع و التهاون في صد الغزاة لذلك اضطررنا الى الانتقال
الى صفحة مشرقة من سلوك الصوفية و هي ناحية الجهاد و الفداء مع ملاحظة أن ما نناقشه هو من قبيل التغليب ومن المتصوفين الحقيقين و ليس مدعين التصوف
الجهاد
يقول عبد الغني النابلسي ( و اعلم يا أخي أن الجهاد على قسمين : جهاد أصغر و جهاد أكبر. أما الجهاد الأصغر فهو جهاد الانسان أعداءه من الكافرين و قتالهم فرض عين إن هجموا على حصن من حصون المسلمين)
و يقول أبو طالب المكي في قوت القلوب ( القتال : هو فراق الحياة الدنيا لأنه المشي بالسيف الى السيف و لذلك قال المنافقون هلا أبقيتنا الى وقت آخر. و هذا هو حب البقاء لمتعة النفس و اطاعة الهوى و هذا معنى قوله تعالى ( اشتروا الحياة الدنيا ) يعني رغبوا في البقاء الأدنى و هي الدنيا فينبغي أن يكون حب بقاء الباقي هو الزهد في الحياة الفانية. و لذلك صار الجهاد أفضل الأعمال لأنه حقيقة الزهد في الدنيا)

أذا استعرضنا بعض من جهاد الصوفية عبر التاريخ
ابراهيم بن الأدهم:الذي يعد من أئمة الصوفية كان أبوه ملكا و تزهد اختيارا ذكر عنه ابن عساكر أنه كان فارساً شجاعا و مقاتلا باسلا رابط في الثغور وخاض المعارك على البيزنطيين تهذيب تاريخ دمشق ج2 ص179
أثنى عليه أحمد و الأوزاعي و الثوري و النسائي و غيرهم أصح ما روي في وفاته أنه مات في الرباط و هو يرمي بقوسه وممن صحبه و أخذ عنه الطريق :
شقيق البلخي خرج للجهاد و مات في غزوة كوملان .
علي بن بكار سكن المصيصة مرابطاً الى أن مات بها .

و في القرن الثاني الهجري من الصوفية المرابطين في الثغور
محمد بن يوسف الأصبهاني كان يسمى عروس العباد لازم المصيصة حارساً
أبي اسحاق السبيعي توفي بالحدث من أرض الروم.
أبو معاوية الأسود الذي أمضى معظم أوقاته في طرسوس مرابطا
أبو يوسف الغسولي الذي كان يغزو مع أصحابه أرض الروم

القرن الثالث الهجري من مشاهيرهم
حاتم الأصم الذي كان يقال له لقمان الأمة توفي وهو مرابط على جبل فوق واشجرد
أبو حمزة الصوفي قال الجنيد ( حبب الى أبو حمزة الغزو و كان يأتي بلاد الروم و الناس بالسلاح و عليه جبة صوف طبقات الأولياء للسخاوي
أبو ابراهيم الصوفي أخو الخواص كان مذكوراً بالخير و الفضل و كثرة الغزو و الحج تاريخ بغدادج8 ص484
أحمد بن عاصم الأنطاكي وهو من متقدمي مشائخ الثغور صفة الصفوة ج2 ص278
و في القرن الثاني و ما يليه استوطن بعض الصوفية المدن الثغرية و عرفوا بالشيوخ المسجدية و كان لا يشغلهم عن الصلاة الا نداء النفيرأو تشييع الجنازات أو عيادة المرضىمنهم :أبو عبد الله النباجي و أبو العباس الطبري ومنهم زهير بن شعبة المروزي : يروى عن البغوي قوله المشهور ما رأيت بعد أحمد بن حنبل أزهد من زهير سمعته يقول أشتهي لحما و لا آكله حتى أدخل الروم فآكله من مغانم الروم .
وممن وقف حياته على الجهاد
أبا محمد بن مرزوق الصاقري ( كان ذا فتوة و قتل بنواحي طرسوس شهيداً ) معجم البلدان
ابراهيم بن علي الحسين العتابي الصوري ( شيخ الصوفية بالثغر كان ذا سمت حسن و طريقة مستقيمة ) تاريخ ابن عساكر

و الملاحظ عند المتصوفة كثرة الكلام عن الفتوة التي تعني صفات الكرم و الشجاعة و الايثار و المجاهدة يقول التستري ( أصل هذا الأمر الصدق و السخاء و الشجاعة) و قال ابن عربي ( اعلم أن للفتوة مقام القوة و من لا قوة له لا فتوة له ) ومن هؤلاء أبو الفوارس الكرماني و أحمدبن خضرويه البلخي و معروف الكرخي
و المناوي ينعت الشيخ فتح بن سعيد الموصلي : من أعظم الأصفياء كان ذا اجتهاد في التعبد و شجاعة و رفض للدنيا
أما ابن خلكان فيقول عن القشيري ( الجامع لعلوم الشريعة و الحقيقة ......كانت له في الفروسية و استعمال السلاح يد بيضاء)
و من محاسن أعمال مشايخ الصوفية أن أحيا الله بهم كثيراً من القلوب الميتة و أصلح فسادها و منهم من استطاع أن يوجه فتوت العيارين و الشطار القائمة على الافساد و النهب الى وجهة صالحة تقوم ركائزها على المروءة و الشرف و الاخوة الاسلامية من أبرزهم عبد القادر الجيلاني الذي تاب على يديه أكثر من مائة ألف من العيارين و الشيخ حياة بن قيس الحراني و عدي بن مسافر \ و عد الذهبي الشيخ عبد الجبار بن يونس البغدادي شيخ الفتوة و حامل لوائها.......انقطع الى عبادة الله بموضع اتخذه لنفسه و بناه فاستدعاه الخليفة الناصر لدين الله لما كان يسمع عنه من حسن السير ة و الطريقة

و اتفق الاثنان على العودة بالفتوة الى أصولها الأولى أي ( فتوة السلف الصالح التي تجمع بين المنحى الصوفي و السلوك الفروسي ) العيارين و الشطار ص154
و لأن إقامتهم في الثغور كانت تطول في كثير من الأحيان عملوا متكاتفين على إقامةبيوتات صغيرة أشبه بحرس الحدود كانت نواة للربط التي انتشرت بكثرة فيما بعد و أصبحت أماكن تجمع المجاهدين
ذكر المقريزي ( الربُط : جمع رباط , و هو دار يسكنها أهل طريق الله و هو بيت الصوفية و منزلهم. و المرابطة ملازمة ثغر العدو, و قيل لكل ثغر يدفع أهله من وراءهم رباط . فالمجاهد المرابط يدفع عمن وراءه,و المقيم في الرباط على طاعة الله , يدفع بدعائه البلاء عن البلاد و العباد) الخطط ج2 ص427
و نتيجة للغارات الكثيرة انتشرت الربط بكثرة حتى شُبهت بالأديرة المحصنة و يورد الاصطخري في مسالك الممالك ص290 و المقدسي في أحسن التقاسيم ص 273 (أنه في أواخر القرن الرابع الهجري ,كان بما وراء النهر زيادة على عشرة آلاف رباط في كثير منها إذا نزل النازل أُقيم علف دابته و طعام نفسه إذا احتاج إلى ذلك و ذلك ان جميع حدود ماورء النهر دار الحرب.
بينما كان في بيكند – ثغر بين بخارى و سمرقند – ألف رباط )
ويذكر صاحب خطط الشام أنه كان على امتداد ساحل الشام رباطات للنيل من الأعداء إن قدموا بحراً فأهل دمشق يرابطون في بيروت و أهل حمص في طرابلس و أهل القدس في يافا. فثبتوا المنارات و كلفوا حرساً تراقب قدوم العد , فان كان الوقت ليلاً أوقدت منارة الرباط و ان كان نهاراً دخّنوا. ج6ص41
و من الأمثلة على الربط الساحلية برج عمره العارف بالله أبو العباس الرملي المقدسي و كان كثيرالمرابطة به و يقع على جانب البحر بثغر يافا ( الأنس الجليل في رحلة القدس و الخليل) ج2ص175
و رباط أبي الفتح الواسطي في ثغر الاسكندرية و هو من تلامذة الرفاعي (طبقات الأولياء لابن الملقن ص 489
و في الشام اشتهر رباط الشيخ أرسلان الدمشقي الذي يقع رباطه خارج سور دمشق و كان المريدون يتعلمون في رباطه العلم الشرعي و المبارزة حتى لقب الشيخ بامام السالكين و شيخ المجاهدين و حتى الآن يردد أهل الشام في ارجوزاتهم( شيخ رسلان يا شيخ رسلان, يا حامي البر والشام)
وفيما يتعلق بكبار المجاهدين أمثال نور الدين الشهيد فيقول ابن الأثير و غيره عن علاقته بالصوفية (كان يحضر مشايخهم و يقربهم و يدنيهم و يبسطهم و يتواضع لهم فاذا أقبل أحدهم اليه يقوم له مذ تقع عينه عليه و يعتنقه و يجلسه معه على سجادته و يقبل عليه بحديثه )
ومن لا يستطيع أن يأتيه كان يذهب لزيارته و يتبرك بلقائه و يشاوره و يسأله النصيحة مثل حياة بن قيس الحراني ( سير أعلام النبلاء ج21ص182) و عماد الدين أبو الفتح بن حموية( سنا البرق الشامي ص71
و يقول أحد المستشرقين نذر نور الدين حياته للحرب المقدسة متفانياً فيها بحماسة الصوفي العنيدة( صلاح الدين الأيوبي البطل الأنقى في الاسلام ص117
و في مرحلة الحكم الأيوبي أصبح التصوف ظاهرة منتشرة ملكت مشاعر العامةو عواطفهم و عظم دورهم و منهم عبد الله اليونيني الملقب أسد الشام قال عنه الذهبي ( كان شيخاً مهيباً تام الشجاعة كثير الجهاد دائم الذكر صاحب مجاهدات و مكاشفات و ما كان يبالي بالرجال قلوا أو كثروا البداية والنهاية ج13ص93 و منهم
أبو عمرو المقدسي و كان لا يسمع بجهاد إلا و يخرج فيه
أبو العباس القدسي المشهور بأبي ثور وكني به لأنه حضر لى بيت المقدس و هو يرك ثوراً و يقاتل عليه الغزاةج2ص144
أبو طالب الخفيفي الأبهري قال عنه الذهبي بأنه كثير الحج و العبادة و التبتل والصوم و الجهاد ( سير أعلام النبلاء ج22 ص260
و من شهداء الصوفية نذكر
عبد الرحمن الجلجولي استشهد في واقعة دمشق الحملة الثانية طبقات الأولياء للسخاوي
الحجاج الفندلاوي خرج اجلاً لقتال الفرنجة مع أصحابه و استشهد عيون الروضتينص207
أبو بكر الطوسي إمام صخرة بيت المقدس لذي قتله الصليبين عند دخول القدس
يحيى بن يوسف الصرصري الذي استشهد أثناء قتاله مع التتر عند دخولهم بغداد
نجم الدين الكبري المحدث المفسر شيخ خوارزم استشهد عندما دخل جنكيز خان خوارزم و رفض الاستسلام له

و في العصر الوسيط ارتبط الصلاح و الزهد و الشجاعة بالصوفية و يصف ابن كثير نجم الدين أيوب والد صلاح الدين : كان شجاعاً كثبر الصلاة و له خانقاه بالديار المصرية و له بدمشق خانقاه و قد رأى ابن خلكان ببعلبك خانقاه للصوفية يقال لها النجمية وهي منسوبة اليه ومدحه بأنه كان كثير الصلاح) البداية و النهايةج12ص272
أما صلاح الدين فيقول عنه القلقشندي : و أما الخوانق و الربط, فمما لم يعهد بالديار المصرية,قبل الدولة الأيوبية, و كان المبتكر لها صلاح الدين بن أيوب )
وو افقه في ذلك المقريزي و السيوطي و ابن جبير و كان رحمه الله أينما حل و نزل يبني المدارس الشرعية و المدارس الروحية جنباً الى جنب فخلال فتح القدس بنى بالقرب من كنيسة القيامة مدرسة للفقهاء الشافعية و رباطا للصوفية ووقف عليهما الوقوف و لا نجد غرابة في ذلك لأن الفريقين شهدوا فتحه للقدس قال ابن خلكان ( و كان فتحه عظيماً شهده من أهل العلم خلق و من أرباب الخرق و الزهد عالم)
و اذا كانت المصادر اللاتينية تؤكد أن القوة الفتاكة في جيش الفرنج تمثلت بطائفة الفرسان فقد تصدى لها صلاح الدين الأيوبي ( باعتماده على جماعةمن الصوفية الزهاد فأوكل اليهم قتل هؤلاء الفرسان و تخليص الناس من شرورهم لأن هؤلاء الصوفية كانوا أشد شوكة) رجال و مواقف ص236
و في معركة حطين كانت نسبة المتطوعة و الصوفية أكثر من الجند النظامي
و الدارس لطريق التصوف يجده بلغ الذروة عند المماليك و خاصة في معركة عين جالوت حيث كانت قوات القلب مؤلفة من المتطوعين أصحاب الطرق الصوفية الذين خرجوا لنصرة الاسلام ( بين العقيدة و القيادة محمود شيث خطاب
دور الصوفية في إسلام المغول
إن من أهم أسباب نجاح الظاهر بيبرس هو دعم الذي أسداه له بركة خان و هو من أعظم ملوك المغول في القفجاق و قد أسلم بركة خان عند عودته من بخارى على يد الشيخ صفي الدين الباخرزي و هو خليفة شيخ الطريقة الكبروية
و قد تواصل دخول المغول في الاسلام على شكل موجات منها دخول ملكهم غازان على يد الشيخ ابراهيم الجويني الشافعي الصوفي
و في آسيا الوسطى اهتدى ملك كاشغر تغلق تيمور خان على يد الشيخ جمال الدين البخاري النقشبندي
و في منطقة البنغال اهتدى معظم أهلها على يد الشيخ جلال الدين التبريزي
ومن أعاظم ملوك المغول الذين أسلموا و الذي دعي بالسلطان المجاهد و العالم الصوفي – محمد أورانك زيب عالم كير-
ومن أعظم تأثيرات الصوفية كان تأثيرهم في محمد الفاتح إذ كان للشيخ آق شمس الدين ( الذي لقب بالفاتح المعنوي لاستانبول- و له رسالة في الدفاع عن التصوف ) التأثير الكبير عليه و هو الذي بشره بالنصر و قد كان الجيش العثماني يضم عددا كبيرا من المشايخ و الدراويش لتقوية روح الحماس و الجهاد في نفوس الجنود
و في المغرب نشأت دولة المرابطين على رباط أقامه الشيخ عبد الله ياسين المصمودي الصنهاجي عندما اعتزل الفتن و دولة المرابطين هي صاحبة النصر في معركة الزلاقة الشهيرة
هناك نص كامل للخظاب الذي أرسله حجة الاسلام الغزالي ليوسف بن تاشفين يحضه فيها على العدل و نصرة الدين و له فتوى في ملوك الطوائف في ملوك الطوائف و تخاذلهم عن الجهاد و وجوب حرمانهم من السلطة

شبهات حول الغزالي:
أخذ على الامام الغزالي عدم الدعوة بشكل كبيرللجهاد سواء ضد الصليبين أو المغول وهذا خطأ بسببين
الأول : أن جهاد عالم مثل الغزالي هو جهاد العلم و المعرفة و الاصلاح
الثاني: أن العصر الذي عاش فيه هو عصرضياع في القيم والأخلاق و ضياع في السيطرة السياسية و الفكرية وهذه الأدواء الصعبة كان يلزمها رجل رباني يعود بالأمة من الناحية الفكريةو و العقائدية للاسلام الصحيحو في وصية عمر بن الخطاب لقادة عسكره : إن لم ننتصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا ) لذلك بذل الغزالي جهده لتعليم الناس الاسلام الصحيح لإحيائه في قلوبهم و عنوان مؤلفه الأكبر هو الدليل على ذلك ( إحياء علوم الدين )و يورد الغزالي في مكاشفة القلوب بابا خاصا عن الجهاد و فضله وو جوبه
قال ابن الزيات : وما طعن على الغزالي الا علماء الدنيا الذين أظهر عوارهم و النهار لا يحتاج الى دليل.
و الجهاد فرض عين اذا قام به البعض سقط عن الباقين و كيف وهو من المربين المرشدين الذين دورهم ليس في حمل السلاح بل بالتفقيه و الارشاد و التربية
وما قيل عن الغزالي يقال عن الجيلاني الذي له أتباعاً لا يحصى عددهم و بواسطة طريقته زالت البدع بين البربر حاضر العالم الاسلامي ج2ص367

في العصر الحديث لا نبالغ اذا قلنا أن دعوات التحرر من الاستعمار معظمها ان لم نقل كلها من المتصوفة
و من هؤلاء :\ليبيا : الطريقة السنوسية التي أسسها محمد بن علي السنوسي و هو من مريدي أحمد بن ادريس : و قد عمل على تأسيس قوة عربية اسلامية في صحراء ليبيا دعامتها الزوايا و الربط التي ذكرنا دورها سابقاً و تحولت أثناء الغزو الايطالي لمراكز جهادية قادهاالسنوسيان عمر المختار و أحمد الشريف السنوسي

الجزائر : قائد ثورتها عبد القادر الجزائري الذي برز جانبه المتصوف و خاصة عند نفيه لدمشق حيث دفن قرب ابن عربي و عاش في مسجده يشرح كتب التصوف مثل الفتوحات المكية و ممن حضر وقائعه الحربية ابن أخيه محمد المرتضى شيخ الطريقة القادرية و ممن استلم بعده الجهاد الشيخ محمد حداد شيخ الطريقة الدرقاوية الشاذلية.
اليمن الذي لمع في سماءها عبد الله الحكيمي الذي هاجر في بدايته لجزر كارديف ناشرا فيها الاسلام ثم عاد لليمن و تزعم حركات التحرير حتى استشهاده
أما الشام فحركات الجهاد الحديثة معظمها من المتصوفة و من أتباع الطرق الصوفية و أبرزها النقشبندية و القادرية و الشاذلية و الرحمانية و ارجع لتاريخها فهو طويل في الجهاد ضد المستعمر

وبالله التوفيق. والله تعالى أعلم.




haut de page

 
قبل كل شيء
حياة الهادى البشير
 أهل البيت عليهم السلام
التاريخ الإسلامي
الخلفاء الراشدين
ابو بكر الصديق
عمر بن الخطاب
عثمان بن عفان
على بن أبى طالب
جعفر الصادق
الأئمة الأربعة
أركان الإسلام
مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم
دعوات قرآنية





















 
 
Ben Azzouz  

جميع حقوق النشر محفوظة© لعائلة بن عزوز