الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

كلنا من آدم و آدم من تراب

نداءنا يتوجه إلى أهل العلم من أهل الكتاب والذين يرفضون الإنزواء و الإستعلاء بديانتهم على من سواهم

وكان لهم استعباء الدين و النبوة لمدة قرون. و ما زالت تربطنا بهم العقيدة الصافية النقية التي تغني الله سبحانه وتعالى عن الشرك، لأنه لا يحتاج شريكا

نذكركم بأنكم تعرفون نبينا حق المعرفة. يقول الله تعالى فى القرأن الكريم:

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُم

يَعْلَمُون (146) سورة البقرة

و لا تنسوا أنّ النبيّ أحمد صلّى الله عليه و سلّم بُعث لنا و لكم و للإنسانية جميعا رحمةً و هداية.

قال الله تعالى:

"وما أرسلناك الا رحمة للعالمين"

يا أيها النبيّ انا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً"

"وما ارسلناك الا كافة للناس بشيراً ونذيراً

إنا ارسلناك بالحق بشيراً ونذيراً"

إذن وظيفة النبي تتلخص في التذكير بالبينات والهدى، وابلاغ الحق، والشهادة، والتبشير بالنعيم، والانذار بالخسران، في حالة الجحود والعناد، وانه سراج يضيء الطريق، ورحمة للعالمين، وبموازاة ذلك ينبهه الله الى انه ليس له سلطان في اكره الناس على الايمان، فهو "ليس بمسيطر، ولا جبار رحمة للعالمين". فاذا كان النبي (ص) وهو صاحب الرسالة، لم يفوض في اجبار الناس واكراههم، فكيف يفوض غيره بذلك؟! وان كان ذلك من وظائف النبي، فكيف يسوغ لاتباعه سلب حرية الناس، ومصادرة حقهم في اختيار المعتقد؟!

و نعرف خلال كتابنا أن فيكم المؤمنون

يقول الله تعالى فى القرأن الكريم { كنتم خير أمة أُخْرِجَتْ للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقونَ} [ آل عمران

فلهذا ندائنا لكم هو نداء أمرنا الله عز و جل به

تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلاَّ الله ولا نُشرِك به شيئا

يقول الله تعالى فى القرأن الكريم

قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلاَّ الله ولا نُشرِك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله فإن تَوَلَّوا فقولوا اشهدوا بأنَّا مسلمون

(آل عمران 64)

واعلموا كذالك لا يوجد دين فيه حرية و ديمقراطية و رحمة و عدالة و حقوق الإنسان في مصلحة الإنسانية كالإسلام.

وبالله التوفيق. والله تعالى أعلم.