[مع مذاهب الإخوة] [ندائنا لأهل الكتاب] [لفتة إلى الساسة] [الرد على الخراشي] [الرد على فيصل من تونس ] [تعليق محمد الكامل بن عزوز ]
تعريف أولياء الله
كيف وصفهم الرسول عليه افضل الصلاة والسلام يوم القيامة أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعةعن أبي هريرة ، قال : ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من عباد الله عبادا ليسوا بأنبياء ، يغبطهم الأنبياء والشهداء ، قيل : من هم لعلنا نحبهم ؟ ، قال : هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا انتساب ، وجوههم نور على منابر من نور ، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم قرأ : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون - صحيح ابن حبان حدثنا زهير بن حرب ، وعثمان بن أبي شيبة ، قالا : حدثنا جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير أن عمر بن الخطاب ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة ، بمكانهم من الله تعالى " قالوا : يا رسول الله ، تخبرنا من هم ، قال " هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ، ولا أموال يتعاطونها ، فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون - سنن ابي داود ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى صلاته أقبل إلى الناس بوجهه فقال " يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم ، النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله " فجثى رجل من الأعراب من قاصية الناس ، وألوى بيده إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ناس من الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله انعتهم لنا حلمهم لنا يعني صفهم لنا ، شكلهم لنا فسر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لسؤال الأعرابي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله وتصافوا ، يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها فيجعل وجوههم نورا ، وثيابهم نورا ، يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون ، وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون - مسنج احمد بن حنبل بين الولي وبين المولى عز وجل محبة متبادلة اذا الاولياء هم المشار اليهم في هذه الايات الكريمة من سورة المائدة التي تذكر الحب المتبادل بسم الله الرحمن الرحيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِم ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 54 إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُون 55 وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ تعريف الاولياء تعريف الولي وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فالولي هو المؤمن الصالح الذي يتقرب الى الله بالنوافل , والنوافل هي وسائل التقرب الى الله وسنورد بعضها لكم ان شاء الله وبداية التقرب القيام بالفرائض وهي المؤهلات كما ذكرنا لكم اذا قام العبد بالفرائض ,قام بها خوفا من النار ورغبة في الجنة , فاذا ادى الفرائض حرّمت النار عليه ودخل الجنة ونال ما يريداذا ما الداعي لعمل المزيد لا بد ان نخاف من النار ونرغب الجنة ولكن تأتي مرحلة اخرى بعد ذلك وهي مرحلة " وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل وعبارة ما يزال تشير الى الالحاح , فهذا العبد يحب الله , لذلك ما يزال يتقرب الى الله بالنوافل , لماذا نقول ذلك عندما قام العبد بالفرائض كان من المسلمين ودخل الجنة وابعد عن النار , لكنه قام بنوافل اخرى لسبب آخر , مخافة ومرضاة المولى عز وجل وهذه المرحلة هي مرحلة المعرفة ثم مخافة الله ومن ثم محبة الله سبحانه وتعالى وهذه المراحل هي الايمان والاحسان وان بدأ المؤمن بالتعرف على الرحمن بدأ بمخافة ذو العزة والجبروت ومحبته فمن ادى الفريضة ثم زاد عليها بالنوافل وداوم على ذلك بين الارادة في التقرب من الله وكل ما زاد بالنوافل زادت وكبرت ارادته بالتقرب من الله فما زال يطرق باب الكريم حتي يفتح له الباب , فاذا فتح الباب احب الرحمن من كان يطرق
مقاصد التصوف - للإمام النووي
في أصول التصوف هي خمسة : تقوى الله في السر والعلانية ، واتباع السنة في الأقوال والأفعال ، والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار ، والرضى عن الله تعالى في القليل والكثير ، والرجوع إلى الله في السراء والضراء . فتحقيق التقوى : بالورع والاستقامة ، وتحقيق اتباع السنة : بالتحفظ وحسن الخلق ، وتحقيق الإعراض عن الخلق : بالصبر والتوكل ، وتحقيق الرضى عن الله : بالقناعة والتفويض ، وتحقيق الرجوع إلى الله تعالى : بالشكر له في السراء والالتجاء إليه في الضراء . وأصول ذلك كله خمسة : علو الهمة ، وحفظ الحرمة ، وحسن الخدمة ، ونفوذ العزيمة ، وتعظيم النعمة . فمن علت همته ارتفعت رتبته ، ومن حفظ حرمة الله حفظ الله حرمته ، ومن حسنت خدمته وجبت كرامته ، ومن نفذت عزيمته دامت هدايته ، ومن عظم النعمة شكرها ، ومن شكرها استوجب المزيد . وأصول العلامات خمسة : طلب العلم للقيام بالأمر ، وصحبة المشايخ والإخوان للتبصر ، وترك الرخص والتأويلات للتحفظ ، وضبط الأوقات بالأوراد للحضور ، واتهام النفس في كل شيء للخروج من الهوى والسلامة من العطب . فطلب العلم آفته : صحبة الأحداث سناً وعقلاً وديناً مما لا يرجع إلى أصل ولا قاعدة . وآفة الصحبة : الاغترار والفضول . وآفة ترك الرخص والتأويلات : الشفقة على النفس . وآفة اتهام النفس : الأنس بحسن أحوالها واستقامتها ، وقد قال تعالى : { وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها } سورة الأنعام : الآية 70 . وأصول ما تداوى به علل النفس خمسة : تخفيف المعدة بقلة طعام والشراب ، والالتجاء إلى الله تعالى مما يعرض عند عروضه ، والفرار من مواقف ما يخشى الوقوع فيه ، ودوام الاستغفار مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم آناء الليل وأطراف النهار باجتماع الخاطر وصحبة من يدلك على الله .